تيارت

تيهرت

-تيهرت عاصمة الدولة الرستمية وكلمة تيهرت بربرية اد يرى مستشرقان فرنسيان مختصان في اللسان البربري

ان تيهرت تعني عند احدهما محطة وعند الاخر اقامة وكلا المعنيان جائزان لان المحطة للاقامة والاقامة بالمحطة.

-قال ابن عداري ليس هناك وصف لتيهرت مثلما وصفها المقدسي حيث قال.هي اسم القصبة ..هي حلب المغرب..قد

احدقت بها الانهار والتفت بها الاشجار وغابت في البساتين ونبعت حولها الاعين وجل بها الاقليم وانتعش فيها

الغريب واستطاب بها اللبيب ..

-وهده الصفات كانت ضمن الاسباب التي دفعت عبدالرحمن بن رستم واصحابه لاختيار تيهرت عاصمة لدولتهم

الناشئة دون غيرها من المدن من مدن المغرب الاوسط اضافة الى وفرة المياه بها وهي كدلك مركز تيجاري

ناجح في المجال الاقتصادي.

-لقد عرفت الدولة الرستمية بجغرافيتها المتنوعة زراعة متطورة ومزدهرة ففي هده المنطقة المرتفعةجو بارد

وكثرة الامطار فوصف لنا بكر بن حماد برد تيهرت قائلا

ما اخشن البرد وريحانه...........واطراف الشمس بتاهرت

تبدو من الغيم ادا ما بدت..............كانها تنتشر من تخت

فنحن في بحر بلا لجة.......................تجري بنا الريح على السمت

نفرح بالشمس ادا ما بدت........................كفرحة الدمي بالسبت

-تعرف تيهرت بانهامنطقة رعوية تهتم بتربية الماشية وا لخيل وهدا لا يعني انها رعوية لكونها زراعية بل الرعي

يقوم جنبا الى جنب مع الزراعة.
-لم تكن الحياة الاقتصادية مزدهرة فقط بل هناك تطور وازدهار في الحياة الفكرية اد حملت هده الدولة حسب

قول ابن تاويت الطنجي مشعلا عظيما للحضارة والعلم في الشمال الافريقي كله وكانت تلي القيروان في دلك..ولقد

كانت تقام حلقات العلم في المساجد اد كانت هناك دراسات دينية من تفسير وحديث وفقه اد كان القران الكريم هو

المصدراالاول للتشريع .واليه المرجع في اصدار الاحكام ووكانت تقام حلقات الوعظ والتدريس ومجالسهم لا تخلو

من شرح الالفاظ القرانية وتفسيرها ومن ابرز العلماء في هدا المجال.محمد بن يانسوكان يعتمد على التفسير

الشفوي لا غيروكدلك الشيخ بواب بن سلام له كتاب شرلئح الدين الخاص بالتفسير وهو الدي فسر حكم حجاب

المراة وليس في تفسيره اي مدموم او ابهام.

-ويوجد مفسر كبير هود بن محكم الهواري اد يقال عنهانه عالم متفنن عائض وهو صاحب التفسير المعروف

وهوكتاب جليل في تفسير كتاب الله ولم يعترض فيه للنحو او الاعراب بل على طريقة المتقدمين وقال عنه الشيخ

الاباضي ابو اسحاق ابراهيم اطفيش ان تفسير هود محكم هو اول تفسير للقران بين ايدي المسلمين .

-اما في تفسير الحديث الشريف مسند الربيع بن حبيب الازدي الفراهدي العماني من علماء القرن

2 هجري توفي سنة172هجري.....ويوجد كدلك في عهدالولة الرستمية مفسر للحديث ومرتبط اشد الارتباط به وهو

ورود ديوان جابر بن زيد الازدي واهدا قال الاستاد احمد امين ان تيهرت قد اخرجت كثيرا من حفاظ الحديث وثقات

المحدثين فيقال عن ابو عبد الرحمن بكر بن حماد بن سمك بن اسماعيل الزناتي التيهرتي والدي ولد بتيهرت سنة

200 هجري وتوفي بها في 296 هجري له رحلة الى المشرق بداها سنة217 سمع فيها الفقهاء وجابه العلماء

وكان بكر بن حماد عالما بالحديث وتميز الرجال ثقة مامونا صدوقا اماما حافظا.