فينيقيا قصة سفينة

فينيقيا قصة سفينة

فينيقيا قصة سفينة
من ارواد بدأت رحلة الــ 17 ألف ميل بشراع واحد ومجاذيف خفيفة وبلا محرك.. والتخوف من قراصنة البحار والأمواج العاتية

«8000» إسفين و «16» ألف وتد
وبطول 5ر21 م وعرض 75ر5م يقودها 20 بحاراً
أخشابها من الصنوبر والبلوط والجوز
مساميرها خشبية
خيوطها من حبال القنب

استغرق بناؤها 9 اشهر وبمشاركة 10 اشخاص جميعهم من ارواد قاموا ببناء السفينة بالمواد نفسها والمواصفات ذاتها التي كانت تبنى بها ايام الفينيقيين وبدون اي مسمار معدني من الخارج ودون اضلاع، اضيف اليها لاحقاً القليل من الاضلاع والمسامير لزيادة المتانة وخيطت بخيوط من حبال القنب في البدنين الامامي والخلفي ودون اي مسمار معدني بل بمسامير خشبية (خوابير) من خشب الزيتون ولم تستخدم فيها الا المواد الطبيعية كخشب الصنوبر الحلبي والبلوط والجوز..
انها «فينيقيا» السورية تعود الى الحياة من جديد منطلقة من جزيرة ارواد، حلم لطالما راود الجميع وساهم في تحقيقه صاحب المبادرة فيليب بيل قائد الرحلة وربان سفينة فينيقيا انطلقت من جزيرة ارواد معلنة بدء الرحلة البحرية التي تحاكي اول رحلة لسفينة شراعية فينيقية حول افريقيا انطلقت قبل اكثر من 2600 سنة من ارواد ، انطلقت نظراً لكمية السفن الخشبية المبنية في هذه الجزيرة ولارتباط تاريخها بشكل وثيق بالفينيقيين.

صورة طبق الأصل
وبالعودة الى تفاصيل تاريخية حيث تم انتشال اجزاء من السفينة الفينيقية في سنة 600 ق.م وذلك من قبل خبراء استراليين ويونانيين عند مضيق جبل طارق فقاموا بوضع المخطط اللازم لها، ولان الارواديين القدماء هم من بنوا السفينة الفينيقية القديمة كان اختيار ارواد من جديد لبناء السفينة الحالية واختير السيد خالد حمود لبناء السفينة وذلك بعد عدد من الاجتماعات وبدأ العمل في تشرين الثاني عام 2007 وتم اختيار كمية كبيرة من خشب الصنوبر من حلب وذلك لبناء قاعدة السفينة ومقدمها والقائم الخلفي لها وبدأت عملية رصف الالواح الخشبية بنفس التقنية التي استخدمها الفينيقيون قديماً وهي تقابل طريقة بناء القوارب التي يتبعها سكان جزيرة ارواد حالياً كما تم تثبيت كل لوح خشبي بعناية بواسطة لسان واسافين صنعت من خشب الزيتون كما تم تثبيت كل لسان باثنين من الاوتاد الخشبية وادخال حوالي 8000 اسفين في الالواح الخشبية وبعدها ثبتت بحوالي 16000 وتد كما تم وضع كل وتد واسفين كل منها بشكل منفرد.

تفاصيل لابد منها
وبحسب الطريقة التقليدية تم ربط وتثبيت الالواح الخشبية التي تتصل بقاعدة السفينة ومقدمها والقائم الخلفي لها وخياطتها مع بعضها ومن الممكن رؤية الخياطة والحبال كما ان عملية الخياطة طالت الالواح الخشبية في عملية صناعتها الا ان الفينيقيين كانوا اول من طور نظام «اللسان الاسفيني» حتى ان هذا النظام صار يعرف في العالم القديم بـ «العقدة الفينيقية»، بعد ذلك تم اتمام بدن السفينة ثم ادخال الدعامات الخشبية وبهذا صارت السفينة جاهزة للابحار والتي انطلقت عبر قناة السويس باتجاه البحر الاحمر الذي يشكل نقطة الانطلاق الحقيقية للرحلة وبما ان السفينة تنطلق بشراع واحد وبعض المجاذيف الخفيفة وهي دون محرك فمن المتوقع ان تكون الرحلة على درجة كبيرة من الصعوبة والخطورة.

انطلاق الرحلة بحضور السيدة أسماء
السيدة أسماء الأسد وخلال فترة اطلاقها سفينة «فينيقيا» من جزيرة ارواد اعتبرت ان فينيقيا اليوم تحمل للعالم رسالة السلام والتواصل الثقافي التي دأبت سورية على نشرها على امتداد تاريخها كما انها تعبير عن استمرار الاتصال الحضاري بين اجيال سورية لاسيما وانها صنعت بأيدي وسواعد ارواديين توارثوا مهنة اجدادهم الفينيقيين حتى انفردوا بصناعة هذا النوع من السفن لتشكل جزءاً من تاريخنا وتراثنا.
ويأتي اهتمام السيدة أسماء الأسد بهذا المشروع كجزء لايتجزأ من اهتمامها بمكونات الثقافة العربية التي تشكل هوية العرب الحضارية عبر العصور فبعد اجراء ابحاث مطولة تم التوصل الى صناعة هذا النوع من السفن، الذي صنعه اجدادنا الفينيقيون والذي يكاد ينقرض.. وكانت ارواد الجزيرة الوحيدة في العالم القادرة على صناعة سفينة كتلك ومن هنا يأتي اهتمام السيدة أسماء للحفاظ على مكونات الثقافة والتاريخ والتي تشكل في مجموعها هوية الوطن ومكانته، «فينيقيا» السورية ستقطع 7 آلاف ميل تبدأ من ارواد لتعود في ايار القادم الى سورية ومنها الى المتحف البريطاني في لندن كجزء اساسي من معرض الحضارة الفينيقية الذي سيقام عامي 2009-2010.

بطول 5ر21م وبعرض 75ر5م..
«فينيقيا» نفذتها بعثة من البحارة المتمرسين بدعم من الجمعية السورية البريطانية والجمعية الملكية الجغرافية البريطانية والمتحف البريطاني ويشارك فيها عدد من الجغرافيين والمؤرخين من علماء الآثار وترعاها الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية لعام 2008..
إنها هي بالفعل نسخة طبق الأصل عن السفن التي بناها الفينيقيون حيث يبلغ طولها 5ر21 م وعرضها 75ر5م..
الشراع الأرجواني. . .
ولأن الفينيقيين أول من اكتشف اللون الارجواني فاستخرجوه من اصداف المريق، وهي نوع من المحار وجد بالقرب من الشواطىء الفينيقية، ادخل الفينيقيون الصباغ الارجواني على اقمشتهم ولأن «فينيقيا» السورية صورة طبق الاصل عن «السفينة-الفينيقية» لذلك كان شراع السفينة لونه الأرجواني المستخرج من اصداف جزيرة أرواد.
اهتمام واضح. . .
فينيقيا التي اقلعت عند الغروب تؤكد من جديد ان سورية مهد الحضارات كما وتؤكد الدعم الذي حظيت به من سورية وخاصة زيارة السيدة أسماء اثناء صنع السفينة والاطلاع على جاهزيتها..
كما لقي هذا المشروع الدعم من الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية عام 2008 ومن الجمعية السورية البريطانية ومن غرفة الملاحة البحرية السورية وبنك بيبلوس سورية ومؤسسة «اورينت بريدج غروب» وغيرها من المؤسسات والاشخاص المهتمين بهذا المشروع..
«فينيقيا» السورية التي يبلغ ارتفاعها من المنتصف 5ر2م وتحمل سارية خشبية ايضاً ثبت عليها شراع من القماش المقاوم تتراوح حمولتها بين 100-150طناً ويتألف طاقمها الحالي من عشرين بحاراً متعددي الجنسيات، وهو قابل للزيادة ،تسير بواسطة الشراع والمجاذيف..

قائد البعثة: صعوبات كثيرة ستواجهنا في رحلتنا..
فيليب بيل قائد البعثة وخلال الكلمة التي القاها في حفل اطلاق السفينة «فينيقيا» قال: نحن ندرك ان تحديات وصعوبات كبيرة ستواجهنا في رحلتنا التي تستمر 10أشهر لكننا سننجز عملاً ثقافياً ووثائقياً.. مؤكداً بأن العمل مازال جارياً للبحث عن المزيد من البحارة الجريئين ممن يودون الانضمام إلى الرحلة ويؤمنون بقدرتهم على التغلب على القراصنة الذين من الممكن مواجهتهم على السواحل الصومالية ومواجهة الموجات العاتية التي قد يصل ارتفاعها إلى 20متراً مشيراً إلى ان الطول الاجمالي للرحلة (بما في ذلك رحلة العودة الى المملكة المتحدة) سيبلغ 17000ميل.

د.الأخرس: إطلاق السفينة يؤكد دور الفينيقيين في صياغة اقدار العالم
د.فواز الاخرس رئيس الجمعية السورية البريطانية اكد ان إطلاق السفينة يذكر بالدور الحاسم الذي لعبه الفينيقيون في صياغة اقدار العالم مشيراً إلى ان الفينيقيين بنوا دولة تستند بشكل رئيسي الى التجارة والاستكشاف متطرقاً إلى النشاطات التي تقوم بها جمعية الصداقة السورية-البريطانية للمساهمة في مظاهر احتفالية دمشق 2008 بما فيها سلسلة من المحاضرات وغيرها من المعارض الفوتوغرافية التي ستقام لمدينة دمشق القديمة في القرن الثامن عشر ومعرض للفنان بدر الحاج سيتم افتتاحه في لندن والمشاركة بمعرض ايقونات متحف فيكتوريا وألبرت الذي سيصادف في شهر تشرين الثاني في دمشق وثم تأتي المشاركة بمناسبة «يوم اكتشاف سورية» بالتعاون مع السيد جوناثان توب من المتحف البريطاني التي ستتم في شهر كانون الأول 2008..

د.قصاب حسن: هي صورة لما كانت عليه سورية دائماً
الأمين العام لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 د.حنان قصاب حسن قالت: لقد تبنت الأمانة هذا المشروع، بناء السفينة الفينيقية، واطلاقها في رحلتها حول افريقيا لانها تعكس إرثاً سورياً ثقافياً بامتياز يشعر به الزائر اينما تنقل وحيثما اتجه..
خاتمة كلامها بأن فينيقيا التي تم اطلاقها هي صورة لما كانت عليه دائماً سورية بلد الأمان والترحاب ومكان اللقاء والانطلاق..
«فينيقيا» التي كتب عليها: صنع في سورية، سيري.. محروسة.. مباركة.. وكوني في رحلتك الطويلة رسالة محبة وسلام من سورية ومن عاصمتها دمشق

بارك الله فيك اخي