[b]الولاية رقم 5 ولاية باتنة
الموقع
نقاوس أو باتنةهي تقع بين خطي طول º5 درجات و في الوقت الذي ترتفع فيه بـ 770 متر عن سطح البحر و في مكان جميل بين سلاسل الأوراس و سهول الحضنة نجدها تغفو كحسناء نائمة، طابعها ا لمرفلوجي هو الانبساط غربا و التضرس شرقا و هي بهذه الخاصية تكاد تمثل منخفضا طبيعيا كثيرا ما يحدث متغيرات في المعطيات المناخية عما حولها من المناطق. فمن الشمال الغربي نجد جبل "قطيان" الذي ترتفع فيه أعلى قمة "تيشريرت" إلى 1834 متر و كتلة جبل أولاد سلطان من الشرق ، و التي تعتبر نقاوس جزء منها و تصل أعلى قمة فيها و المعروفة بقمة الرفاعة إلى 2176 م فوق سطح البحر و هي الكتبة تلتحم بالأوراس و لا تريد أن تنفصل عنه... و نظرا للمميزات الطبيعية التي تتمتع بها مدينة "نقاوس" فإن معطياتها و لا بد أن تكون واضحة و الذي يلاحظ بوضوح هو أن الأيام التي تنزل فيها – حسب دراسة منوغرافية- للأستاذ نواري سويهل بجامعة الجزائر سنة 1979-درجة الحرارة تحت الصفر تبلغ في كثيرمن السنوات الأربعين يوما و قد قدرت أدنى درجة حرارة سجلنا بنقاوس بحوالي º7 درجة تحت الصفر و ذلك في شتاء 1917 . أقصى درجة حرارية فوصلت في صيف 1926 إلى حوالي º45 درجة و لهذه الدرجات أثرها البالغ في الزراعة و خاصة تلك التي تمثلها الصقيع، مما أوجد عامل التذبذب في عامل الانتاج ، و إلى وقت كبير ظلت نقاوس تعتبر منطقة شهيرة في الحضنة نظرا لما به من الينابيع و التي تعرف بالينابيع الفكلوزية VAUCLUSION و هي قوية و تنبعث من سفوح جبل أولاد سلطان ذي الصخور الكلسية أو نيوكلسية من البوردجالي الأسفل – BUR DUGALIEO و أشهر هذه الينابيع و التي كانت تزيد عن 12 ينبوعا تلك المسماة برأس العين بمركز نقاوس، إلا أنه ونظرا لعامل الجفاف مؤخرا.. فإن منسوب المياه الجوفية قل بشكل كبير، فجفت معضم الآبار و الينابيع الطبيعية و لم يبق منها سوى ثلاثا بالمنطقة هي : (رأس العين ، بومقر، عين سفيان) كما أن هذه الأخيرة تناقص عطاؤها حسب ما يوضحه الجدول
عين تينيباوين رأس العين عين بومقر عين سفيان أ.س. سليمان (الحمام)
و هذا المقدار من المياه يتقاسمه الأهالي حسب قانون متعارف عليه لدى ملاك الأراضي التي تخضع للري، إلا أنه باتت كمية غير كافية مؤخرا و مساحة معتبرة بدأت تتقلص فيها المزروعات الترابية ، سيما تلك المتعلقة بفاكهة المشمش ، حيث نجد اليوم أكثر من 127500 شجرة بمعدل 1430 هكتار مهددة نتيجة هذا العامل، و تجدر الاشارة إلى كون مياه رأس العين التي تنطلق شكل (الوادي الكبير) كان مصدر تسيير الطواحين المائية التي كان يصل عددها سنة 1908 إلى 19 ، اليوم لم يبق منها إلا اثنان فقط. و قد أدخل عليها المحرك الكهربائي .
.وتبقــــى"نسفبيـــس" أو باتنة
"نسفبيس" مدينة عشقت التاريخ منذ القديم، ارتبطت به فراحت تنسج قصة عشقها الأبدي عبر العصور و الأزمان، و مع ذلك فان الاهتمام التاريخي اليوم بمدينة "نقاوس" قليل ما قورنت بمناطق أخرى من الجزائر، رغم أنها لا تقل عنها أهمية في تاريخها و قدمها .ولعل ذلك إلى جانب ما اشتهرت به منذ القديم بوفرة مياهها و كثرة بساتينها هو الذي دفع بالكثير من الرحالة العرب و المستشرقين و المؤرخين أمثال "ابن حوقل" اليعقوبي ، ليون الافريقي، الادريسي ، بلان، شو،جزال،ورينيه....الخ إلى عدم اغفالها عند التطرق إلى تاريخ الجزائر.
و لا تزال عروس الأوراس وفية تحتفظ بشكلها القديم الجميل رغم بصمات الحضارة ، على بعد 400 كلم من العاصمة ..اليوم لم يبقى فيها ما يدل على هذا الموقع الذي عرفت فيه "نسفبيس" NICIVIBUS أزهى أيامنا أثناء العهد الروماني و البيزانطي و كذا خلال العهد الاسلامي سيما في القرن السابع إلى التاسع، سوى بقايا أطلال مطمورة تحت التراب، تنتظر دراسات و حفريات جادة تخرجها من تحت الردم و الأنقاض. تفترش مدينة "نقاوس" سهلا فسيحا باطنه التاريخ و ظاهره العطاء الطبيعي الوفير على مساحة تقدر بـ 80.45 كلم مربع، تحف بها مرتفعات جبلية من الغرب و الشرق تتميز بانحداراتها الشديدة و هي تكاد تمثل و ما حولها تكوينا جيولوجيا واحدا و جغرافية متميزة. فهناك جبل أولاد سلطان الذي يفصلها عن عين التوتة و قطيان الذي