لا يعلم الإنسان متى سيأتي اجله

لا يعلم الإنسان متى سيأتي اجله ... اليوم .... أو بعد بضعة ساعات أو بعد ثواني ولحظات ؟؟

رجل في السبعين من عمره ...

يخرج النقود من جيبه ...

يجلب عمال ....

و أكوام من التراب ...

والناس حوله وعلى وجوههم علامات التعجب !!

أيحفر قبره بنفسه ؟؟

لقد أحس بأنه أصبح طاعناً في السن وأيامه معدودة رغم انه كان صحيحً بعض
الشيء ,ولكته إحساس عابر
.. بداء العماال بالحفر ... أنجزوا عملهم ... أخذ ذلك العجوز ينظر حوله بتلك النظارات
التي تغطي نصف وجهه , يريد أن يختار حجرةً متوسطة الحجم لتوضع فوق قبره
كعلامة .

يمر اليوم الأول فالأسبوع الأول فالشهر الأول ..... سبحان الله لازال ذالك العجوز على
قيد الحياة .. ينتظر متى سيأتي ملك الموت يقبض روحه .!!

وتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن

.. يحدث ما لم يكن يتوقعه العجوز ..سبحانه .. لم يكتب الله لذلك العجوز أن يُدفن في تلك
الحفرة التي حفرها .. بل أراد أن يدفن فيها ابنه ! نعم أنبه ...

لا إله إلا الله ... دفن في تلك الحفرة ابنه الذي لا يملك سواه من بين خمس بنات ابنه
الذي كان يعلمه القران وبنى له مسجد صغير في قريته كي يؤذن فيه هذا العجوز ... يا
لله لن أوصف صدمة ذالك العجوز وزوجته لان عباراتي لا تستطيع أن تصف ذلك
الموقف الرهيب , الذي زاده إيمانا على إيمانه .

وتمر السنين .. وبعد نصف عقد ..

يعيد ذالك العجوز الكره ويحضر العمال والتراب لكي يحفر له قبر يمدد فيه جسده الهزيل
المنحني الظهر , بجانب ابنه . ويضع رأسه بجانب بقربه ... لعله يأنس بخبر منه أو
بزيارة منه في قبره !!

تمر الايام .... تعاد الكره.... و بحولٍ من الله وقوته يشاء الله أن لا يدفن هذا العجوز في
هذا القبر بل يدفن أخوه

... لا تتوقعون صدمه هذا العجوز الذي كل ما قال اليوم ستأتي منيتي ... يواري التراب
شخص حبيبُ إلى قلبه ...

يدفن أخوه في القبر الذي لطالما قال انه سيدفن فيه بجانب ابنه .... ينظر إلى وجه أخيه
الباسم النظرة الأخيرة ... ويغطيه بالتراب .

وبعد مرور إكتمال العقد ..... مات ذالك العجوز ... ولكن أين ؟

ليس في الأرض التي ولد فيها وليس في المكان الذي ترعرع فيه .. ومارس فيه أبوته
واخوته .. ولم يدفن بجانب ابنه ولا بجانب أخوه بل مات في منقطة بعيده .. شاء له
المولى عز وجل أن يموت فيها وأن يصلى عليه أكثر من ألف مصلي بعد ما كان يريد أن
يُصلي عليه في مسجد قريته الذي لا تكتمل فيه الصفوف إلى أكثر من أربع صفوف ....
حظي بدعاء الكثير ممن أعزه وأحبه وربى على يده ..... أُخذ فيه العزاء أكثر من
شخص قريب له وبعد ... يا سبحان الله كل هذا الفضل من الله جزاء له على صبره
واحتسابه .. في أيام ذاق فيها المر والمرير ..وقال لا حول ولا قوة لنا إلا بالله العلي

العظيم .

والله لا أنسى ابتسامة ذلك العجوز ... كم كانت مريحة للقلب ... وكيف كان نور وجهه
يشع بنور الإيمان .

رحمك الله وأسكنك فسيح جنانه .. وغسل جسدك بالماء والثلج والبرد ...

ورحم أبنك البار وأخوك المؤذن والحافظ للقرآن وجمعك بهم في جنات النعيم .

.... سبحان الله .....

ولا يزال الإنسان لا يعلم متى سيأتي اجله ... اليوم ... أو
بعد بضعة ساعات أو بعد ثواني ولحظات ؟؟

» عجائب وضع السجود على جسم الإنسان
» موسوعة معجزة خلق الإنسان
» موسوعة معجزة خلق الإنسان
» البيولوجيا ومصير الإنسان