بعد رحيل النجم البرازيلي كاكا والمدرب كارلو آنشيلوتي واعتزال المدافع المخضرم باولو مالديني يدخل إي سي ميلان في مرحلة جديدة من تاريخه العريق سيسعى خلالها لتجديد دماءه والعودة من جديد للمنافسة في الساحة المحلية والأوروبية.
تأسس النادي في عام 1899 على يد مجموعة من المهاجرين البريطانيين، وكان في بدايته نادياً لرياضة الكريكيت، لكن سرعان ما تم اعتماد رياضة كرة القدم وحقق الفريق عدد من الألقاب مع مطلع القرن العشرين.
لكن مسيرة النجاحات توقفت في عام 1909 عندما انفصل عن الفريق مجموعة من اللاعبين السويسريين والإيطاليين بسبب خلاف حول سياسات النادي، وقاموا بإنشاء نادي آخر هو إنتر ميلان.
ومع مطلع الخمسينات عاد ميلان بقوة لمنافسة الكبار وحقق الإنجاز تلو الآخر بفضل مجموعة رائعة من اللاعبين على رأسهم الثلاثي السويدي الذي اشتهر باسم (غري-نو-لي) وهم اللاعبون غونار غرين ونيلس ليدهولم وغونار نوردال.
وبرزت أسماء أخرى عديدة في الفريق على مدار الأعوام التالية مثل المدافع الشهير تشيزاري مالديني والمهاجم البرازيلي جوزيه آلتافيني والأسطورة جياني ريفيرا والمدافع جيوفاني تراباتوني.
حقق هذا الفريق لقب الدوري المحلي أكثر من مرة وبلغ نصف نهائي النسخة الأولى من كأس الأندية الأبطال عام 1956 قبل أن يخرج أمام ريال مدريد الإسباني الذي واجهه مرة أخرى في نهائي نفس البطولة بعد موسمين على ملعب هيسيل البلجيكي، وكانت النتيجة من جديد فوز الفريق الملكي 3-2.
ثم جاء التتويج الأوروبي الأول في كأس الأبطال عام 1963 مع المدرب القدير نيريو روكو عندما فاز ميلان على بنفيكا (بقيادة إيزيبيو) 2-1 على ملعب ويمبلي في لندن.
كما أضاف الروزونيري بعد ذلك لقب كأس الأندية أبطال الكؤوس (1969) بالفوز على هامبورغ في النهائي، ثم عاد ليفوز بكأس الأبطال (1970) بعد انتصار ساحق في النهائي 4-1 على أياكس الهولندي سجل خلاله المهاجم الفذ بيرينو براتي ثلاثية.
السبعينات كانت فترة من الهدوء النسبي لميلان حيث شارك في معظم المناسبات في كأس الإتحاد وكأس أبطال الكؤوس الذي حقق لقبه في عام 1973 بفوزه على ليدز الإنكليزي في النهائي. وكانت أبرز إنجازاته هذه الفترة مع وصول الجيل الذهبي لنهاية مسيرته عندما نال اللقب العاشر في الدوري (78/79).
وبعد تورطه في فضيحة تلاعب بنتائج مباريات اشتهرت باسم "توتونيري" تم معاقبة ميلان بإنزاله إلى للدرجة الثانية، ودخل الفريق بعدها في حالة من عدم التوازن استمرت لمنتصف الثمانيات التي شهدت قدوم رئيس جديد للنادي هو السياسي سيلفيو بيرلوسكوني الذي استثمر أموالاً طائلة من أجل عودة الفريق للمنافسة، فقام بتعيين آريغو ساكي مدرباً، ودعم الفريق بعدد من أبرز اللاعبين في العالم مثل الثلاثي الهولندي ماركو فان باستن ورود خولييت وفرانك رايكارد، كما حافظ على خدمات النجوم المخضرمين مثل المدافع فرانكو باريزي.
وبالفعل عاد ميلان بقوة وانتزع لقب الدوري للمرة الحادية عشرة في تاريخه (1987/1988)، ثم تألق على المستوى القاري وحقق لقبين متتاليين في كأس الأبطال الأول في عام 1989 بالفوز الساحق على ستيوا بوخارست الروماني 4-صفر (هدفين لكل من فان باستن وخولييت)، والثاني في 1990 بالفوز على بنفيكا 1-صفر بهدف لرايكارد.
وخلال تلك الفترة بلغت شعبية ميلان ذروتها ليس فقط في أوروبا بل في العالم أجمع، مع التوسع في التغطية الإعلامية للمسابقات الأوروبية على مستوى العالم.
ومع رحيل ساكي في 1991 جاء الدور على مدرب آخر قدير لتولي المهمة وهو فابيو كابيللو الذي قاد الفريق بنجاح لأربعة ألقاب في الدوري ولقب كأس الأندية الأبطال عام 1994 حين فاز على برشلونة الإسباني 4-صفر، علماً أنه بلغ النهائي مرتين أيضاً (1993) أمام مرسيليا وخسر صفر-1 بهدف المدافع الشهير بازيلي بولي، وعام 1995 عندما خسر أمام أياكس أمستردام صفر-1 بهدف المهاجم الشاب باتريك كلويفرت.
وابتعد ميلان لفترة عن المنافسة المحلية والأوروبية بعد رحيل كابيللو في 1996، وكانت أبرز إنجازاته في النصف الثاني من التسعينات الفوز بلقب الـ Serie A في موسم (98/99) مع المدرب ألبرتو زاكيروني وبوجود المهاجم الألماني الفذ أوليفر بييرهوف بين صفوفه.
منذ مطلع القرن الجديد لم يحقق ميلان الكثير على المستوى المحلي، بحصوله على لقب واحد في الدوري كان في موسم 2004/2005.
ولكن الجيل الذي ضم لاعبون من طراز باولو مالديني وآندري شيفتشينكو وفيليبيو إنزاغي وكلارينس سيدورف وآندريا بيرلو كان على النقيض تماماً على الساحة الأوروبية، ونجح في انتزاع لقب دوري الأبطال في موسم (02/03) بركلات الترجيح أمام يوفنتوس.
ثم بلغ نهائي البطولة نفسها في موسم (04/05) وأضاع فوزاً كان بين يديه أمام ليفربول الإنكليزي في موقعة شهير في أسطنبول، كان خلالها متقدماً 3-صفر مع انتهاء الشوط الأول، قبل أن يتلقى ثلاثة أهداف في الشوط الثاني، ويخسر بركلات الترجيح.
ولكن الروزونيري ثأر من ليفربول بعد موسمين فقط عندما واجهه في نهائي دوري الأبطال في أثينا وتغلب عليه 2-1 بثنائية للمخضرم إنزاغي، ليضيف إلى خزائنه كأس البطولة للمرة السابعة في تاريخه..
Wassim مراقـب عــام
مشآرڪآتے : 2893
العمر : 30
موضوع: رد: لمحة تاريخية عن فريق أسي-ميلان الثلاثاء 01 سبتمبر 2009, 12:14