نغمة الموت

نغمـــة
المــــــوت

في كل مساء أسعى باحثاً عنك ألملم بقاياك أضمها وأنام 
غير أن آثارك الحبيبة تبعث الحسرة تلو الحسرة في أنفاسي 
الحارة فاصحو بلوعة لا أعيد في خاطري ذكرى النهار الذي قضيته معكِ 
فتتردد في أعماقي الخاوية ككهف مهجور أصداء كلماتك وانكسار سعادتي بالأمس 
أنا المقيد بسلاسل المكان . المجلود بسياط الزمان المعلق على حائط الواقع 
كبرواز أجوف لا يضم بين جوانبه سوى الوهم وسطوة الفراغ
لتعــود ذاكرتي على قدرتها في إعادة كل صغيرة وكبيرة مرتبطة بكِ
تتباهى بمخزونها الثري من تفاصيلك الدقيقة
ما أدراها أنها حين تعيد على مسامعي المرهفة لكل مايخصك
ويخص صدى ضحكتك الناعمة تضطرب أعماقي وبين مد الأشواق وجَزْر الحرمان الذي 
جعل أمواجك الطاهرة تنحسر بعيداعني 
وتهمسين بكلماتك العذبة في أرجاء روحي فتنقبض الروح المثخنة بجراح البعاد 
الدامية
وكأني أصب عليها دلو بارد من الذكريات المالحة 
وتبعث في جسدي المدثر بحرص إشارات الدفئ والأمان الصادرة عنكِ
فأتجمد هلعاً ممن حولي ويفر الأمل من عيني وتشيخ أحلامي الطفولية ويصلب حبي
أمام ناظري
فأفر من المساء وهواجيسه الماكرة إلى صباح تشرقين فيه
أترقب فجر لقاك ..أعانق طيفك
كغريق عانق أخيرًا طوق النجاة بعد صراعه الطويل مع البحر والليل المتآمران 
ضده
أجيك مسهد الأجفان .وجسدي منهك كأنما يسير منذ آلآف السنين
روحي تضطجع على صدرك بدلالٍ متعب 
وتستعد الذاكرة الساذجة لاختزان كل مايبدر منك لاحتواء قامتك المديدة
لتطويق خصرك الرائع 
لحفظ سكناتك وحركاتك وتتبع مواقع خطواتك والبحث عن مرامي نظراتك بين ارجائي
وبين غاية أحلامي دمتي كما كنتي في غيابي ودمت أنا في غيابك كما أنا
أصارع حزني وألمــــي وأتقيأ نغمة الموت على باب انتظارك فمتى يكون لنهايتي
نهاية ومتى يكون لحزني غاية ومتى تكوني في دولة أنفاسي لتكوني بقايا جرح 
متهالك يتصدع مع الزمن إما ينتهي مع نهايتي أو يبقى مع حزني وجروحي 
ليكون للعالم مجرد ذكر خاوي الأعماق م/ش/ت/ت في زمن يحكمه قلبك
تحياتي لك ولذاتك إن بقيتِ في وجداني