تتوجه الأنظار اليوم بداية من الساعة السابعة والنصف إلى ملعب موزيس مابهيدا في مدينة دوربن الذي يحتضن مباراة نارية وثأرية بين المنتخب الألماني ونظيره الإسباني في نصف نهائي مونديال جنوب إفريقيا 2010 وستكون هذه المواجهة تاريخية بكافة المعايير، فإلى جانب أنها تجمع بين المنتخبين اللذين قدما حتى الآن أفضل مستوى في النسخة التاسعة عشرة، ستكون المباراة الثامنة والتسعين لألمانيا في النهائيات، لتنفرد بالرقم القياسي الذي كانت تتقاسمه مع البرازيل،
وستكون المواجهة نارية بكل المقاييس نظرا للمستوى الذي قدمه المنتخبان، حيث أكد المنتخب الألماني بحلته الشابة أن فوزه الكاسح على انجلترا (4 -1) في الدور الثاني لم يكن وليد الصدفة، لأنه لقن أيضا نظيره الأرجنتيني درسا قاسيا وبلغ نصف النهائي بالفوز عليه (4 - صفر)، في حين عانى الإسبان أمام الأداء الدفاعي للبارغواي، لكنهم نجحوا في نهاية المطاف بالخروج فائزين عبر بطلهم فيا، ليبلغوا نصف النهائي للمرة الثانية في تاريخهم بعد عام 1950، والنقطة السلبية الوحيدة التي خرج بها الألمان من مواجهة دور الربع نهائي رجال دييغو مارادونا هي أنهم سيفتقدون خدمات نجمهم المتألق توماس مولر لأنه معاقب.
وستكون الانظار موجهة إلى كلوزه الذي سيكون على موعد مع التاريخ في حال وجد طريقه إلى شباك الحارس الإسباني، ايكر كاسياس لأنه سيصبح أفضل هداف في تاريخ النهائيات مناصفة مع رونالدو، أو قد ينجح في الانفراد بهذا الانجاز إذا سجل أكثر من هدف. وفي الجهة المقابلة، يبحث اللاعب الإسباني دافيد فيا عن دخول تاريخ منتخب بلاده بعدما أصبح على بعد هدف واحد من معادلة الرقم القياسي من حيث عدد الأهداف، ومن المؤكد أن المنتخب الإسباني سيكون بحاجة ماسة لأهداف فيا عندما يواجه نظيره الألماني القوي جدا، خصوصا أن مهاجم فالنسيا السابق سجل 5 من الأهداف الستة في النهائيات حتى الآن، في ظل عجز شريكه في خط الهجوم فرناندو توريس عن إيجاد طريقه إلى الشباك إلى الآن.
وقال لوف: "المسألة لا تتعلق بتحقيق الثأر من خسارة كأس اوروبا، إسبانيا كانت افضل فريق في تلك البطولة والافضل في النهائي أيضا. الوضع مختلف الآن، نحن افضل مما كنا عليه عام 2008، نملك فرصة للفوز بالمباراة"، مضيفا: "برأيي الشخصي، اعتقد ان إسبانيا هي المرشحة الاوفر حظا للفوز بلقب البطولة، لأنها كانت الفريق الاكثر ثباتا في الأعوام الثلاثة الأخيرة، لطالما لعبوا وفازوا في المباريات المهمة".
واعرب لوف عن تخوفه بشكل خاص من ثنائي وسط برشلونة تشافي هرنانديز واندريس انييستا، لكنه أكد ثقته بقدرة فريقه على ايقافهما، مضيفا "لعبا معا لفترة طويلة في برشلونة، وهذا ما يصنع الفارق. لكن اذا حاصرتهما". وأشاد لوف ايضا بخط دفاعه والثنائي بير ميرتيساكر وأرنه فريديريتش، قائلا: "كان الاثنان مثاليين تقريبا ضد الارجنتين، كانا منظمين بشكل جيد ولم يرتكبا اي اخطاء في معركتهما الفردية. فريدريتش اظهر سريعا ان الموسم المخيب الذي اختبره هرتا برلين - هبط الى الدرجة الثانية - لم يؤثر على مستواه. الفريق بأكمله يدافع بشكل جيد".
بوسكي: "لدينا الدافع لبلوغ النهائي"
رفض مدرب المنتخب الإسباني فيسنتي دل بوسكي، وصف المواجهة مع ألمانيا في الدور نصف النهائي لمونديال 2010، بالثأرية في إشارةٍ إلى تغلب منتخب بلاده على المانشافت (1 ـ 0) في المباراة النهائية لكأس أوروبا قبل عامين في سويسرا والنمسا.
ورأى دل بوسكي أن سنتين في كرة القدم مدة طويلة، خاض المنتخبان مباريات كثيرة واختلفت الظروف كثيراً. لا يجب الحديث عن الانتقام عندما يتعلق الأمر بالمنتخبات الكبيرة، لأن الانتقام لا وجود له في قواميسها، مضيفاً: "البطل يتطلع دائماً إلى الأمام، سيلعب الألمان من أجل الفوز، لأنهم يرغبون في بلوغ المباراة النهائية لكأس العالم، ونحن لدينا الدافع نفسه".
وتابع: "أعتقد بأن الألمان وضعوا منذ فترة ليست بالطويلة مشروعاً لتصحيح أوضاع كرة القدم في البلاد بعدما فقدت الكثير من بريقها. لقد نجحوا في تجديد دماء المنتخب الذي كان حاضراً في كأس أوروبا من أجل هذا المونديال، ويبدو أن الأمور تسير على ما يرام. لقد تحسّنوا كثيراً وشكلوا منتخباً جيداً جداً".
وأعرب دل بوسكي، عن سعادته ببلوغ منتخب بلاده الدور نصف النهائي، وقال: "أشعر بالسعادة، وجودنا في هذا الدور أمر رائع، لقد قطعنا المرحلة الخامسة بنجاح في البطولة، ونتمنى تخطي المرحلتين الباقيتين أمامنا"، في إشارة منه إلى نصف النهائي والمباراة النهائية.
وأوضح دل بوسكي: "سنبقى أوفياء لأسلوب لعبنا أمام ألمانيا، أتمنى أن نكون أكثر انتظاماً لكنني أعتقد أننا قدّمنا عروضاً جيّدة حتى الآن ولم تكن هناك سوى تلك الخسارة المؤلمة أمام سويسرا في المباراة الأولى، إلا أننا حققنا بعدها 4 انتصارات متتالية وصلنا بها إلى دور الأربعة".
الحكم المجري فيكتور كاساي يدير اللقاء
سيدير الحكم المجري فيكتور كاساي المباراة الثانية بالدور قبل النهائي بين إسبانيا وألمانيا، وسيساعده جابور ايروش وتيبور فاموش وهما من المجر أيضاً. يذكر أن مباراة اليوم هي الخامسة في المونديال التي يديرها الحكم إيرماتوف.
كما طلب ماتيوس من بالاك التخلي عن شارة القيادة طواعية، مضيفا أن بالاك كان عنصرا هاما في صفوف المنتخب الألماني، كما أنه يتفهم رغبته وطموحه في العودة للعب مجددا مع الماكينات، ولكنه لن يعود "شابا كما كان من قبل"، في إشارة إلى عمر اللاعب البالغ 33 عاما.
وأوضح اللاعب في تصريحات نشرها موقع صحيفة "آس" الإسبانية الثلاثاء، أن المنتخب الألماني الذي سيواجه الماتادور في نصف نهائي مونديال جنوب إفريقيا، هو أقوى المنتخبات المشاركة في البطولة، ولكن لاعبي إسبانيا يثقون في أنفسهم وقدراتهم.
وأضاف: "نحن نثق في أنفسنا ونعلم أن بإمكاننا تحقيق الفوز عليهم"، مبينا أن سر تفوق المنتخب الإسباني يكمن في عدم فقدان الثقة في نفسه، إلى جانب التركيز الشديد وتقديم أفضل ما لديهم ووحدة الفريق.
وحول تصريحات المهاجم الألماني ميروسلاف كلوزه التي أكد فيها أن مستوى فيا يضاهي النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، قال المهاجم الإسباني وهداف المونديال إنه يشكر جميع من أشادوا بمستواه خلال المونديال، كما أنه يعتز بتلك الكلمات لأنها تصدر من مهاجم كبير مثل كلوزه.
أكد ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "ويفا" أن تواجد ثلاثة منتخبات أوروبية في نصف نهائي كأس العالم 2010 "ليس حظا" وإنما "مكافأة للمجهودات الكبيرة التي بذلتها الاتحادات الوطنية لهذه الفرق".
وقال بلاتيني في تصريحات صحفية: "الدول الثلاثة التي وصلت لهذا الدور استحوذت على غالبية بطولات الشباب للويفا خلال الأعوام الأخيرة، فألمانيا توجت باللقب الأوروبي دون21 عاما في 2009 وهولندا في2007".
من ناحية أخرى هنأ بلاتيني جنوب إفريقيا بهذا التنظيم وبالمثل شعبها على نجاح "تحدي" المونديال وذلك بفضل المنظمين "واللطف غير العادي وفطرية الضيافة لشعب بأكمله" على الرغم من إقصاء فريقه من الدور الأول.
ومن المقرر أن يتم تقديم النسخة الأولى من الجائزة في صورتها الجديدة ابتداءا من 11 جانفي المقبل في زيورخ، والتي من المقرر أن ينافس عليها جميع لاعبي العالم، لتختفي بذلك جائزة الكرة الذهبية التي كانت تخصص للاعبي بطولات الدوري الأوروبية.