تعددت الأمثله فقويت الهمم ..
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يخفى عليك أخي الكريم
أن العمر ساعات ، بل لحظات ..وما فات فات ، فهيهات يرجع هيهات ، فما تدري غداً أانت من الأحياء أم من الأموات ، فاعمل ما شئت فلا بد أن يُقال عنك يوماً : فلان مات .....
فسابق الأجل ، وحي على خير العمل . ففي هذا الصفحة ما يعين ويوقظ همتك الضعيفة ، ويجعلك تُسابق إلي الأعمال الشريفة...
فاقرأهُ بِتَمَعُّن ، واجعله زادك الذي تتغذى به وتَسمُن....وهكذا كلما ضعفت وفترت عندك الهمَّة ، فانظر فيه ..ففيه الخيرات الجمّة ، والأشعار النادرة ، والأمثال السائرة.
ما هي الهمة؟
الهمة: هي الباعث على الفعل، وتوصف بعلو أو سفول.
وعلو الهمة : هواستصغار مادون النهاية من معالي الأمور وقيل: خروج النفس إلي غاية كمالها الممكن لها في العلم والعمل.
والهم: هو عقد القلب على فعل شيء قبل أن يُفعل،من خير وشر.
قال ابن قيم الجوزية عليه رحمات رب البرية في " مدارج السالكين 3/3":
الهمة فِعلَة من الهم، وهو مبدأ الإرادة ، ولكن خصُّوها بنهاية الإرداة ، فالهم مبدؤها ، والهمة نهايتها
الهمة مولودة مع الآدمي
قال ابن الجوزي رحمه الله في " لفتة الكبد إلي نصيحة الولد":
وما تقف همة إلا لخساستها ، وإلا فمتى علت الهمة فلا تقنع بالدون ، وقد عرف بالدليل أن الهمة مولودة مع الآدمي ، وإنما تقصر بعض الهمم في بعض الأوقات، فإذا حُثت سارت ، ومتى رأيت في نفسك عجزاً فسلِ المُنعمَ ، أو كسلاً فَسَلِ المُوَفِقَ ، فلن تنال خيرا إلا بطاعته ، فمن الذي أقبل عليه ولم يرى كل مراد؟ .. إ هـ .
الهمة محلها القلب
الهمة عمل قلبي والقلب لا سلطان عليه لغير صاحبه ، وكما أن الطائر يطير بجناحيه ، كذلك يطير المرء بهمته ، فتحلق به إلي أعلى الآفاق ، طليقة من القيود التي تكبل الأجساد.
قال ابن قتيبة في " عيون الأخبار 3/231" :
ذو الهمة إن حُطَّ فنفسه تأبىَ لإلا عُلوّا ، كالشعلة من النار يُصَوِّبُها صاجبها وتأبى إلا ارتفاعا. إ هـ
كلمات مأثورة
قيل لطرفة بن العبد : ما أطيب عيش الدنيا؟ فقال: مَطعَمٌ شَهِيٌّ، وَمَلبَسٌ دَفِيٌّ ، وَمَركَبٌ وَطِيٌّ.
ومعروف قصة امرئ القيس ، عندما أفاق من سكره وعبثه على زوال ملك أبيه ، فانقلب جادًّا طالبا إعادة هذا الملك:
فلو أن ما أسعى لأَِدنى مَعيشةٍ" "كَفاني ولم أطلب قليلا من المال
وَلَكِنَّما أسعى لمجد مُؤّثَّلٍ" "وَقد يُدركُ المَجدَ المؤثل أمثالي
فطال طلبه للملك ، حتى قضى نحبه ولم يبلغه فيعتذر لنفسه قائلا
بَكَى صاحبي لَمَّا رَأى الدَّربَ دُونهُ"="وأيقـنَ أنَّـا لاحقان بقَيصَرا
فَقُلـتُ لا تَبـكِ عينُكَ إنمَّــا"="نحـاولُ مُلكاً أو نموتَ فَنُعذرا
فضاعت حياته أولا في الشهوات ، وثانيا في طلب الملك، وانتهت حياته ولم يحصل مطلبه .
وقيل ليزيد بن المهلب:ألا تبني دارا؟ فقال: منزلي دار الإمارة أو الحبس.
وقال غَيرُه
وعش مَلِكاً أو مُت كريماً، وإن تَمُت"="وَسَيفُكَ مَشهُورٌ بِكَفَّكَ تُعذَرُ
يقول شاعري المفضل المتنبي:
على قدر أهلِ العَزمِ تَأَتِي العَزائِمُ"="وتأتِي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
من الناس من يطلب معالي الأمور، ولا يسعى إلي تحقيقها ، ويغتر بالأماني الكاذبة
وما نيل المطالب بالتَّمني"=" ولكن تُؤخَذُ الدُّنيا غِلابا
وما استَعصَى على قومٍ مَنالٌ"="إذا الإقدام كانَ لَهُم رِكابا
وإذا علت الهمم جدَّت النفوس في تحصيل كل الفضائل، ونبت عن النقص،مستخدمة البدن
قال المتنبي
إذا النفوس كنَّ كبارا"="تعبت في مرادِها الأَجسام