خصت صلاة الفجر بمزيد من الفضل ، وحفت بجزيل الثواب والأجر ..
فهي محك الإيمان ، وعلامة التسليم والإذعان ..
يتمايز فيها المؤمن من المنافق ، قال ابن عمر - رضي الله عنهما _ : (( كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر والعشاء أسأنا الظن به )) [ رواه الطبراني وابن خزيمة ] .
قال عليه الصلاة والسلام : (( بشر المشائين بالظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة )) [ رواه أبو داود والترمذي وصححه الالباني ] .
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( تجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر )) قال أبو هريرة : أقرؤوا إن شئتم (( إن قرآن الفجر كان مشهودا )) [ متفق عليه ] .
وقال صلى الله عليه وسلم _: (( لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها )) [ رواه مسلم ] ..
يعني الفجر والعصر .
وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه -، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من صلى البردين دخل الجنة )) [ متفق عليه ] ..
والبردان هما الفجر والعصر .
ويرجى لمن حافظ عليها وعلى صلاة العصر الفوز برؤية الجبار جل وعلا ، فعن جرير بن عبد الله - رضي الله عنه قال : كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا نظر إلى القمر ليلة البدر ، فقال : (( أما إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر ، لا تضامون في رؤيته ، فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها )) [ متفق عليه ] ..
يعني العصر والفجر .
وعن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله )) [ رواه مسلم ] .
عن جندب بن عبد الله - رضي الله عنه - قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله من ذمته بشئ فإنه من يطلبه من ذمته بشئ يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم )) [ رواه مسلم ] .
أخي الكريم :
أين انت من هؤلاء ؟ .
*عن برد مولى سعيد بن المسيب قال : مانودي بالصلاة منذ أربعين سنة إلا وسعيد في المسجد .
*وقال وكيع بن الجراح عن الأعمش سليمان بن مهران : كان الأعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الاولى .
*وقال محمد بن المبارك الصوري : كان سعيد بن عبد العزيز التنوخي إذا فاتته صلاة الجماعة بكى .
* وروي عن محمد بن خفيف أنه كان به وجع الخاصرة فكان إذا أصابه أقعده عن الحركة فكان إذا نودي بالصلاة يُحمل على ظهر رجل ، فقيل له : لو خففت على نفسك ؟ قال : إذا سمعتم حي على الصلاة ولم تروني في الصف فأطلبوني في المقبرة .
* وسمع عامر بن عبد الله بن الزبير المؤذن وهو يجود بنفسه فقال : خذوابيدي ، فقيل إنك عليل ، قال : أسمع داعي الله فلا أجيبه ؟ ! فأخذوا بيده فدخل مع الإمام في المغرب فركع ركعة ثم مات .
أخي الكريم ..
ها قد بانت لك الأمور ، وقامت عليك الحجة ..
وعلمت أن المحافظة على هذه الشعيرة العظيمة سبيل لرفعة الدرجات وتكفير السيئات ، والتفريط فيها من أسباب التردي والانزلاق في الدركات ..
وهي - ولاشك - تحتاج إلى جهد ومجاهدة .. فاحذر أن تغلبك نفسك ، ويقوى عليك شيطانك .. فقد حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات ..
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لمرضاته ، وأن يكتب لنا الحسنى وزيادة .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه .