تقارير علمية وصحية عديدة تفيد بأن الملاريا تعود. إنها تقتل أكثر من مليون إنسان في كل سنة. لم تعد المبيدات التقليدية تؤثر في البعوض. تآلف الطفيل (البلازموديوم) مع العقاقير الشائعة. مساحات المستنقعات تتسع، لتوفر للبعوض ظروفاً مثالية للتكاثر. المؤسسات الصحية وأنصار البيئة يحتفلون بكل إسهام جديد لمواجهة الملاريا، دون تحميل البيئة أعباء إضافية، باستخدام المبيدات الحشرية. وهاتان فكرتان جديرتان بالتحية، لمقاومة مرض الملاريا، لقتل البعوض بغير المبيدات الكيماوية... إنهما فكرتان خضراوان.
الفكرة الأولى، من كندا، حيث لاحظ علماء من جامعة أوتاوا أن زهرة أقحوان تحظى باهتمام خاص في الثقافة التقليدية كطارد للحشرات المثقبة للنباتات، فعكفوا على تلك الزهرة، واستخلصوا منها المادة الفعالة، واسمها (ألفا تيرثينايل)، وهي تخضع حالياً لمعالجات فنية، لتحويلها إلى مبيد مأمون، لا يؤثر إلا على يرقات البعوض، فيهلكها إذا تم رشه فوق أسطح البرك والمستنقعات، حيث يتوالد.
أما الفكرة الثانية، فهي أمريكية، من ولاية كونيكتيكت، وتعتمد على الطريقة التي يتعرف بها البعوض على أجسام البشر، فيهاجمها ويلدغها، إن هواء الزفير الآدمي يحتوي على خليط من ثاني أكسيد الكربون ومادة كحولية هي الأوكتينول، وهو خليط يمكن للبعوضة أن تميّزه من على بعد يصل إلى مائة متر، التقط الفنيون في إحدى الشركات التكنولوجية هذه الفكرة، واستغلوها في اجتذاب البعوض إلى صاعقة كهربية، تتصاعد منها رائحة خليط شبيه بخليط الزفير الإنساني، ولها سطح دافئ كجلد البشر.وما إن تقترب البعوضة منها حتى تهلكها شحنة من الكهرباء الساكنة.
الجدير بالذكر، أن هذه الصاعقة لا تجتذب من الحشرات الطائرة غير البعوض، ويمكنها أن تهلك 20 ألف بعوضة، في الليلة الواحدة!