آخــرُ مــا الملْــك مُعــزَّى بِـهِ ...... هــذا الَّــذي أثــرَ فــي قَلبِــهِ
2 لا جَزَعـــاً بـــل أنَفــاً شــابَهُ ...... أنْ يَقــدِرَ الدَهــرُ عــلى غَصبِـهِ
3 لـــو دَرَتِ الدُنيــا بِمــا عِنــدَهُ ...... لاســتَحْيتِ الأيَّــامُ مــن عَتبــهِ
4 لَعَلَّهــــا تَحسَـــبُ أنَّ الَّـــذي ...... لَيسَ لَدَيـــهِ لَيسَ مـــن حِزبــهٍ
5 وأنَّ مَــــن بَغـــدادُ دارٌ لـــهُ ...... لَيسَ مُقِيمـــاً فـــي ذَرا عَضبِــهِ
6 وأَنَّ جَـــدَّ المـــرْءِ أوطانُـــهُ ...... مَــن لَيسَ منهــا لَيسَ مِـن صُلبِـهِ
7 أخـــافُ أن تَفطَـــنَ أعـــداؤهُ ...... فيُجـــفِلُوا خَوفًــا إلــى قُرْبِــهِ
8 لا بُــدَّ لِلإنْسَــانِ مــن ضَجْعــةٍ ...... لا تَقلِــبُ المضُجــع عــن جَنِبِـه
9 يَنسَــى بِهـا مـا كـانَ مـن عُجْبـهِ ...... ومــا أذاقَ المــوتُ مــن كَرْبــهِ
10 نَحــنُ بنُــو المــوَتَى فَمـا بالُنـا ...... نَعــافُ مــا لابُــدَّ مــن شُـربِهِ
11 تّبخَــــل أيدينـــا بِأرواحِنـــا ...... عــلى زَمــانٍ هِــيَ مـن كَسْـبِهِ
12 فهــــذِهِ الأرواحُ مـــن جَـــوِّهِ ...... وهـــذِهِ الأجســامُ مــن ترْبِــهِ
13 لــو فكَّــرَ العاشِــقُ فـي مُنتَهـى ...... حســنِ الَّــذي يَســبِيهِ لـم يَسْـبهِ
14 لــم يُـرَ قَـرْنُ الشَـمسِ فـي شَـرْقِهِ ...... فشَـــكَّتِ الأنفُسُ فـــي غَرْبِـــهِ
15 يَمــوتُ راعـي الضَّـأَنِ فـي جَهلِـه ...... مِيتـــةَ جــالِينُوسَ فــي طِبِّــهِ
16 ورُبَّمــــا زادَ عـــلى عُمـــرِهِ ...... وزادَ فــي الأمــنِ عــلى سِــرْبهِ
17 وغايـــةُ المُفْــرطِ فــي سِــلْمِهِ ...... كَغَايـــةِ المفُــرطِ فــي حَرْبِــهِ
18 فَـــلا قَضَــى حاجَتَــهُ طــالِبٌ ...... فُـــؤادُهُ يَخـــفِقُ مــن رُعْبِــهِ
19 أســتَغفِرُ اللَــه لِشَــخصٍ مَضَـى ...... كـــانَ نَـــداهُ مُنتَهَـــى ذَنْبِــهِ
20 وكـــانَ مَـــن عَــدَّدَ إحســانَه ...... كأنَّمـــا أفـــرَطَ فـــي ســبِّهِ
21 يُرِيــدُ مــن حُــبِّ العُـلَى عَيشَـهُ ...... وَلا يُرِيـــدُ العَيشَ مـــن حُبَّـــهِ
22 يَحسَــــبُهُ دافِنُــــهُ وَحــــدَهُ ...... ومَجــدُهُ فــي القَـبرِ مـن صَحْبِـهِ