إنتر ميلان يثأر من الفريق الكاتالوني في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا على أرض ميلان ويتغلب عليه بثلاثة أهداف مقابل هدف والنجم الأرجنتيني ميسي لا يقدم المستوى المعهود عنه مما يؤثر بشكل كبير في مستوى البرسا
نيقوسيا - قطع إنتر ميلان الإيطالي نصف الطريق نحو ملعب "سانتياغو برنابيو" والمباراة النهائية بعدما حول تخلفه أمام ضيفه برشلونة الإسباني حامل اللقب إلى فوز 3-1 على ملعب "جوزيبي مياتزا" في ذهاب الدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
وسجل الهولندي ويسلي سنايدر (30) والبرازيلي مايكون (48) والأرجنتيني دييغو ميليتو (61) أهداف إنتر ميلان، وبدرو رودريغيز (19) هدف برشلونة.
مهمة صعبة للبرسا
وسيسافر إنتر ميلان إلى ملعب "كامب نو" الذي يحتضن مباراة الإياب الأربعاء المقبل، وهو يملك أفضلية واضحة للتأهل إلى النهائي للمرة الأولى منذ 1972 عندما خسر أمام آياكس امستردام الهولندي صفر-2، والخامسة في تاريخه بعد 1964 و1965 حين أصبح أول فريق يتوج باللقب مرتين على التوالي (على حساب ريال مدريد الإسباني وبنفيكا البرتغالي)، و1967 (خسر أمام سلتيك الاسكتلندي).
أما برشلونة الساعي لأن يصبح أول فريق يحتفظ بلقبه منذ 20 عاما، عندما كان ميلان آخر من حقق هذا الإنجاز، فأصبحت مهمته صعبة للتأهل إلى النهائي الثاني على التوالي والسابع في تاريخه بعد أعوام 1992 و2006 و2009 حين توج باللقب على حساب سمبدوريا الإيطالي وآرسنال ومانشستر الإنكليزيين على التوالي، و1961 و1986 و1994 حين خسر أمام بنفيكا وستيوا بوخارست الروماني وميلان.
وسجل إنتر رقما قياسيا شخصيا بتحقيقه فوزه السادس على التوالي في المسابقة الأوروبية هذا الموسم، كما حافظ على سجله الخالي من الهزائم على ملعبه للمباراة الثالثة والأربعين على التوالي أي منذ خسارته امام باناثينايكوس اليوناني (صفر-1) في 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2006 في هذه المسابقة بالذات.
وفي المقابل تلقى برشلونة هزيمته الأولى خارج قواعده في هذه المسابقة والثانية فقط في مبارياته القارية والدولية الـــ21 الأخيرة (مع كأس السوبر الأوروبية وبطولة العالم للأندية)، ويأمل النادي الكاتالوني أن يعوض هذه الهزيمة وأن يكرر سيناريو الدور الأول عندما تعادل ذهابا في "جوزيبي مياتزا" صفر-صفر ثم فاز إيابا 2-صفر وهي النتيجة التي ستحمله إلى النهائي الذي يحتضنه ملعب "سانتياغو برنابيو" الخاص بغريمه التقليدي ريال مدريد في 22 الشهر المقبل، وذلك بفضل تسجيله هدفا خارج قواعده.
كما يأمل فريق المدرب غوسيب غوارديولا أن يكرر سيناريو 2002 حين تعادل مع الفريق الإيطالي ذهابا صفر-صفر قبل أن يفوز إيابا على "كامب نو" بثلاثية نظيفة سجلها الأرجنتيني خافيير سافيولا والهولنديان فيليب كوكو وباتريك كلويفرت في 26 شباط/فبراير 2002 خلال الدور الثاني، محققا حينها فوزه الحادي عشر على التوالي وهو رقم قياسي للمسابقة لا يزال صامدا حتى الآن.
ميلتو- إيتو قوة ضغط لاتقهر
وتوجهت الأنظار في هذه المباراة مجددا إلى مهاجم إنتر الكاميروني صامويل إيتو الذي انتقل إلى بطل ايطاليا هذا الموسم من النادي الكاتالوني مقابل حصول الأخير على السويدي زلاتان إبراهيموفيتش الذي عاد إلى تشكيلة الفريق الإسباني بعد تعافيه من الإصابة، فيما استمر غياب نجم الوسط اندريس إنييستا.
ولم يكن إيتو الذي سجل 109 أهداف خلال 144 مباراة مع برشلونة في الدوري الإسباني (بينها 30 الموسم الماضي)، اللاعب الوحيد الذي يواجه فريقه السابق، فالأمر ذاته ينطبق على إبراهيموفيتش وعلى عدد من اللاعبين الذين لعبوا مع الفريقين وهم البرازيلي ماكسويل (برشلونة حاليا) ومواطنه تياغو موتا والبرتغالي ريكاردو كواريزما (كلاهما في إنتر حاليا).
يذكر ان مدرب انتر البرتغالي جوزيه مورينيو كان ايضا مساعد المدرب في برشلونة خلال حقبة الانكليزي الراحل بوبي روبسون والهولندي لويس فان غال (من 1996 حتى 2000).
وحاول برشلونة الذي عانى الأمرين للوصول إلى ميلانو، حيث سافر برا لأكثر من ألف كلم لتوقف حركة النقل الجوي في معظم الدول الأوروبية بسبب بركان ايسلندا، أن يفاجىء مضيفه بهدف مبكر فضغط منذ البداية، إلا أن الفرص كانت غائبة عن المرميين رغم الاندفاع والحماس، حتى الدقيقة 18 عندما كاد إيتو أن يضع انتر في المقدمة بتسديدة من خارج المنطقة صدها الحارس فيكتور فالديز ببراعة فسقطت الكرة امام ميليتو الذي اطاح بها الى جانب القائم الايسر.
وجاء رد برشلونة مثمرا عندما توغل ماكسويل في الجهة اليسرى مستغلا خطأ فادح من مواطنيه مايكون ولوسيو قبل أن يعكس الكرة إلى حدود المنطقة لبدرو فاطلقها المهاجم الشاب في الزاوية اليسرى لمرمى الحارس البرازيلي جوليو سيزار، واضعا فريق غوارديولا في المقدمة (19).
وحصل إنتر على فرصة ثمينة لإدراك التعادل عندما وصلت الكرة إلى ميليتو على الجهة اليسرى من منطقة النادي الكاتالوني فسددها من زاوية ضيقة عوضا عن تمريرها إلى إيتو فمرت قريبة جدا من القائم الأيسر (28).
لكن ميليتو عوض هذه الفرصة وساهم في إدراك التعادل بعد دقيقتين فقط عندما وصلته الكرة من الجهة اليمنى عبر إيتو فمررها إلى سنايدر المتواجد في الجهة اليسرى من منطقة النادي الكاتالوني فاطلقها على يمين فالديز، ليعيد "نيراتزوري" إلى أجواء هذه الموقعة، ويمنحه الهدف الأول في شباك برشلونة بعد أن فشل الفريق الإيطالي في تسجيل أي هدف خلال المباريات الأربع السابقة التي جمعته بضيفه.
وأعطى هذا الهدف الدفع المعنوي للاعبي أصحاب الأرض فاندفعوا نحو منطقة النادي الكاتالوني، لكن دفاع الأخير عرف يستوعب الوضع، لينتهي الشوط الاول والتعادل سيد الموقف.
إنتر يبدأ الشوط الثاني بقوة
وبدأ انتر ميلان الشوط الثاني من حيث بدأ الأول وحاصر ضيفه في منطقته وسرعان ما سجل هدف التقدم بعد ثلاث دقائق فقط على عودة الفريقين من غرف الملابس، وذلك من خلال هجمة مرتدة انتهت على اثرها الكرة عند ميليتو الذي مررها لمايكون المنطلق من الخلف فوضعها البرازيلي من مسافة قريبة على يسار فالديز (48).
وفي الدقيقة 51 رفع الحكم البرتغالي اوليغاريو بينكيرينكا البطاقة الصفراء في وجه قائد برشلونة كارليس بويول، ما سيحرمه من خوض مباراة "كامب نو" الأربعاء المقبل.
وحاول برشلونة أن يستعيد رباطة جأشه وانطلق مجددا نحو منطقة مضيفه وكاد الارجنتيني ليونيل ميسي في أول ظهور فعلي له في المباراة أن يدرك التعادل بتسديدة من خارج المنطقة لكن جوليو سيزار تألق وانقذ الموقف (53)، ثم تدخل مجددا ببراعة ليقف في وجه رأسية جيرار بيكيه (55).
وأجرى مورينيو بعدها تبديله الأول بإشراك الصربي ديان ستانكوفيتش بدلا من المقدوني غوران بانديف (56)، وكان البديل عند حسن حظ مدربه لانه لعب دورا اساسيا في الهدف الثالث ل"نيراتزوري" عندما استخلص الكرة ومررها لإيتو على الجهة اليمنى فلعبها الأخير عرضية لتصل إلى سنايدر الذي حولها برأسه الى ميليتو فاودعها الاخير برأسه ايضا داخل شباك فالديز (61).
وحاول برشلونة في الدقائق العشر الأخيرة أن يسجل هدفا سيسهل مهمته نسبيا في مباراة الإياب وكان قريبا جدا من تحقيق مبتغاه في الدقيقة 87، إلا أن لوسيو تدخل في الوقت المناسب ليحرم بيكيه من هز الشباك الإيطالية.